ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: اعتبر الخبير العسكري الإسرائيلي روني بن يشاي في مقالة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت" العبرية أن مقاطع الفيديو التي بثتها حركة حماس للأسرى الإسرائيليين تفرض تغييرًا فوريًا في سلم الأولويات لحكومة الاحتلال والتحرك السريع لإنقاذ حياتهم”، داعيًا الحكومة لاتخاذ “قرارات إنقاذ عاجلة تفوق في أهميتها أي اعتبار آخر، حتى ولو تأجلت جهود إبرام صفقة للإفراج عنهم إلى حين تأمين حياتهم”.
وأضاف بن يشاي أن رئيس وزراء الاحتلال الأسبق يتسحاق رابين كان يقول في مثل هذه المواقف إنه “إذا تعذر إنقاذ الأرواح بعمل عسكري أو تفاوض، يجب الاستجابة لمطالب الآسرين”.
ووفقًا له، فإن حماس عبرت عن استعدادها لتقديم تنازلات إنسانية، مستشهدًا بعرض قدمه المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة يقضي بـ”فتح ممرات حرة لشاحنات المساعدات، والسماح بدخول غير محدود للغذاء، ووقف التحليق فوق المناطق التي سيتحرك فيها الصليب الأحمر لنقل الطعام والمساعدات الطبية للأسرى”.
ودعا بن يشاي حكومة الاحتلال إلى قبول هذا العرض بشروط، أولها “تمكين الصليب الأحمر من وضع ترتيبات تضمن وصول الطعام والعلاج بشكل دائم للأسرى الأحياء، ووقف سياسة التجويع”.
وأشار بن يشاي إلى أن إنقاذ حياة الأسرى الإسرائيليين يجب أن يتبعه تغيير في أهداف الحرب، بحيث تصبح الأولوية الثانية “إبرام صفقة شاملة لإطلاق سراح جميع الأسرى مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وتأسيس حكم بديل في غزة، والشروع في جهود إعادة الإعمار”. ولفت إلى إمكانية إضافة بند لنزع سلاح حماس الهجومي.
وأضاف أن الضغط الشعبي داخل "إسرائيل" يتزايد، بالتوازي مع تراجع معنويات الجنود الاحتياط و”اهتزاز إيمانهم بعدالة الحرب”، ما يجعل حماس تراهن على أن “نتنياهو سيقبل في نهاية المطاف بوقف الحرب وفق شروط تضمن بقاء الحركة في غزة وإعادة بناء قوتها العسكرية برعاية ضمانات دولية”.
وبشأن السيناريوهات المقبلة، حذر بن يشاي من أن “أي عملية عسكرية شاملة لاحتلال غزة لن تضمن تحرير الأسرى بل قد تعرض حياتهم للخطر”، فضلًا عن أنها ستفرض على الجيش “إبقاء قوات كبيرة داخل القطاع لمنع عودة حماس”. وأكد أن كلفة الحرب ستظل باهظة “دمويًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا”.
لذلك، يرى أن الأولوية في هذه المرحلة هي فتح جبهة ضغط دبلوماسية عبر اتفاق سريع مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحيث “تضغط واشنطن على قطر وتركيا والدول الأوروبية لتكثيف الضغط على حماس من أجل إطلاق الأسرى مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد”. وشمل اقتراحه “قطع الدعم المالي والسياسي عن حماس ما لم توافق على الصفقة، وإغلاق الجمعيات الخيرية التي تحول لها الأموال، ووقف مساعي الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى حين الإفراج عن الأسرى”.
ودعا بن يشاي إلى “ممارسة ضغط عسكري محدود” في غزة عبر عمليات استخباراتية دقيقة لإبقاء حماس تحت الضغط، لكنه شدد على ضرورة أن تكون أولوية الحكومة إنقاذ الأسرى الإسرائيليين واستعادة الشرعية الدولية، أما تصفية الحساب مع الحكومة الحالية فيجب أن تؤجل إلى وقت لاحق.